مشروع مركز الفيزياء النسبية |
مقدمة :
لطالما كان التطور العلمي مؤشراً لتقدم الحضارات والأمم ، ومقياساً لقدرة الشعوب وثقافتها .... ولطالما كانت العمارة هي المرآة التي تنعكس عليها هذه الثقافات والحضارات ، فكان لزاماً وجود رابط وثيق بين العلم والعمارة .
ومن ناحية أخرى ، نجد أن مسيرة العلوم قد بدأت مع محاولة الإنسان فهم المحيط الذي يعيش فيه وتفسير الظواهر التي يراها في الطبيعة باحثاً عن إجابات وتفسيرات بدأت فلسفية ، وأضحت مع تطور الفكر الإنساني تخضع للتجارب الملموسة ، لفهم المحيط والكون ، فكان علم الطبيعة هو أقدم هذه العلوم والذي ظلّ مرادفاً للفلسفة والتفسيرات الفلسفية ، حتى أصبح يُعرف أيام الإغريق بعلم الفيزياء .
وإذا نظرنا في التعريف المبسّط لهذا العلم ، أي علم الفيزياء ، لوجدناه يعني معرفة الطبيعة ودراسة المادة وحركتها ، هذا ما يدفعنا للجزم بقوة هذا الرابط بين العلم والعمارة وبالتحديد بين علم الفيزياء وفلسفته وبين العمارة ، لأن هذه الأخيرة تقوم على فهم هذا المحيط والاستفادة من مكوناته لتشكيل الفراغ المناسب في البيئة المناسبة . وبالتالي فإن مقدار الفهم الحقيقي للطبيعة والكون وتطور علم الفيزياء سينعكس بالضرورة على مفهوم العمارة وتطورها ، وعلى تعاطي المعماري مع الأحجام والأشكال التي نراها تطورت ، حتى أضحت اليوم انعكاساً لفضاءٍ تحاول اليد البشرية غزوه بسلطان هذا العلم .
من هنا نجد أهمية أن يعرف الإنسان محيطه معرفة يقينية من منظار العلم الحديث ، وتحليله لأبعاد هذه الطبيعة ودراسة حركتها ، ليمتلك الدراية الكافية بهذا الكون الذي يعيش فيه ، وذلك لتأثير هذه المعرفة على كافة مجالات حياة الإنسان واختصاصاته ، وبالتالي تأثيرها على المعماري الذي لا بد أن يعكس هذه المعرفة في فلسفة خطوطه وتصميماته .
انطلاقاً من هذه الاعتبارات ، وكذلك من الحال التي وصلت إليه الأمة العربية من التراجع الفكري ، سببه عدم وجود الدافع والتوجيه الصحيحَين ، أجد نفسي منجذباً للتفكير بمشروع يسعى للعب هذا الدور ، في محاولة لمعالجة أصل المشكلة لا فروعها ونتائجها ، كما هو حاصل اليوم ، لنعود بعقولنا لفهم الكون والمحيط بشكل صحيح ، ومن منظار علمي ومنطقي ، ليكون حافزاً بعد ذلك لنرى عقولاًعربية تواكب المسيرة العلمية المتقدمة في العالم الغربي ، بل وتسعى للمشاركة في تقدمه……
لذا أضع بين أيدكم هذا المشروع : " مركز الفيزياء النسبية"أو" Relativity Physics Center"
تعريف المشروع :
المشروع هو : relativity physics center أو مركز الفيزياء النسبية
وكتحليل لهذا الاسم فهو يشمل في تفسيره معنيَين ، يرمز أولهما - في تفسير عبارة الفيزياء النسبية - إلى الجانب التاريخي لنشأة مفهوم الفيزياء نسبة إلى كل حقبة ، والتي سيتطرق إليها هذا المركز لعرض مراحل نشأة الفيزياء وتطوره عبر العصور .
ويرمز الآخر إلى جانب الفيزياء الحديثة مكنّاة بالفيزياء النسبية والتي تعود إلى نظرية النسبية للعالم الالماني ألبرت أينشتين ، التي شكلت انطلاقة المفهوم الجديد في معرفة الكون والفيزياء الحديثة ، حيث سيركز هذا المركز على نقل صورة هذه النظرية إلى الناس ، ورؤيتها الفلسفية الجديدة في تفسير العديد من الظواهر .
Relativity physics center : هو مركز يهدف إلى نقل المفاهيم العلمية للكون والطبيعة المحيطة بنا ، وتطورها عبر العصور ، وتبسيط مفاهيمها الفلسفية لتقريبها من أذهان الناس من خلال الجانب التثقيفي العام ، ومن ثم تأمين البيئة اللازمة للباحثين والمثقفين والطلاب ومحبّي المعرفة والاستكشاف من خلال جانب الأبحاث والدراسات ، وصولاً إلى توفير بعض الوسائل التقنية لدعم دراسات التطوير والتجارب العلمية.
من هنا يمكن تقسيم المركز إلى قسمين وفقاً للجوانب التي سيتضمنها وهي :
-الجانب التثقيفي العام ( المتحف التعليمي )
-جانب الأبحاث والدراسات ( مركز الأبحاث + مختبرات )
أهداف المشروع:
الأهداف العامة
-إعادة الدور العلمي والتثقيفي الذي لعبه لبنان منذ قدم الحرف ، وخاصة على مستوى العالم العربي .
-تأمين بيئة علمية مؤهلة لاستقطاب الباحثين من لبنان والعالم العربي الذين غالباً ما يجدون ضالتهم في بلاد المهجر الذي يستفيد هو من طاقاتهم بدلاً من بلادهم الأم .
-تحويل المفاهيم الفلسفية للفيزياء الحديثة والنظرية النسبية من هالة العلم المبهم الصعب الخاص بالعلماء والمتخصصين ، وتبسيطها لتصل إلى أذهان كافة الشرائح وذلك بالاعتماد على أساليب جديدة وحديثة ترتكزعلى الحركية المعمارية والمرئيات والتجربة لتجسيد مبسط لهذه المفاهيم من خلال متحف تعليمي ، لتحويلها إلى ثقافة عامة . ذلك لأن الناس بشكل عام يتأثرون بما يشاهدون وبما يتعايشون أكثر من القراءة ، خاصة في مجتمع قلت فيه نسبة القراء ، لعل هذه الوسائل تحفز الكثيرين للتعمق والدراسة والقراءة .
-الاسهام في إنشاء حوارات فكرية بناءة ، تساعد على توفير مناخ ملائم للإبداع والتطوير ، وترسيخ ثقافة العمل الجماعي والجهد المشترك ، تلك الثقافة التي قلّما نجدها في عالمنا العربي .
-توفير الامكانات التقنية اللازمة لإجراء البحوث والتجارب العلمية .
-تأمين الاتصال والتبادل العلمي مع مراكز علمية متخصصة في الفيزياء الحديثة والنظرية النسبية خارج لبنان ، وإمكانية تبادل الخبرات .
الأهداف المعمارية
-سيسعى المشروع لابراز التحول الكبير الذي أحدثته النظرية النسبية في مفهوم الفيزياء الحديثة ، من خلال تجسيد النقاط الأبرز فيها والتي تشكل ضرورة لتحويلها إلى ثقافة لدى الجميع بدلاً من المفاهيم التي لا زالت تعود إلى زمن الكلاسيكية وما قبلها في فهم بعض الظواهر الكونية وترجماتها العملانية .
سيقوم هذا التجسيد لهذه المفاهيم ، بناءً على التشكيل الرمزي والايحائي لتوضيح الفكرة ، إضافة إلى تجسيدها في الفراغ المعماري الذي لا بد أن يعكس هذا المسار الفلسفي في التفكير ، وهذا التحول الكبير الذي أحدثته النسبية والفيزياء الحديثة .
من هنا تبرز أهمية التشكيل المعماري الصحيح ، والتركيز على مبدأ الفراغ والأشكال والكتل ، وكذلك تأمين ديناميكية الحركة لدى الناس خاصة في المتحف التعليمي ، للمشاركة في بعض التجارب والمجسمات العلمية ، لأنها الوسيلة الأقرب والمعتمدة حديثاً كما في phaeno science center في ألمانيا ، حيث يتم من خلال هذه الوسائل ، تقريب المفاهيم العلمية لكل الناس على اختلاف أعمارهم .
-أما من ناحية أخرى فسيقوم المشروع بتأمين بيئة ملائمة للباحثين والدارسين من خلال إدخال عنصر الطبيعة ، والعمل على انشاء فراغات تعكس الشفافية اللازمة للقراءة والتفكير والبحث والنقاش ....
لطالما كان التطور العلمي مؤشراً لتقدم الحضارات والأمم ، ومقياساً لقدرة الشعوب وثقافتها .... ولطالما كانت العمارة هي المرآة التي تنعكس عليها هذه الثقافات والحضارات ، فكان لزاماً وجود رابط وثيق بين العلم والعمارة .
ومن ناحية أخرى ، نجد أن مسيرة العلوم قد بدأت مع محاولة الإنسان فهم المحيط الذي يعيش فيه وتفسير الظواهر التي يراها في الطبيعة باحثاً عن إجابات وتفسيرات بدأت فلسفية ، وأضحت مع تطور الفكر الإنساني تخضع للتجارب الملموسة ، لفهم المحيط والكون ، فكان علم الطبيعة هو أقدم هذه العلوم والذي ظلّ مرادفاً للفلسفة والتفسيرات الفلسفية ، حتى أصبح يُعرف أيام الإغريق بعلم الفيزياء .
وإذا نظرنا في التعريف المبسّط لهذا العلم ، أي علم الفيزياء ، لوجدناه يعني معرفة الطبيعة ودراسة المادة وحركتها ، هذا ما يدفعنا للجزم بقوة هذا الرابط بين العلم والعمارة وبالتحديد بين علم الفيزياء وفلسفته وبين العمارة ، لأن هذه الأخيرة تقوم على فهم هذا المحيط والاستفادة من مكوناته لتشكيل الفراغ المناسب في البيئة المناسبة . وبالتالي فإن مقدار الفهم الحقيقي للطبيعة والكون وتطور علم الفيزياء سينعكس بالضرورة على مفهوم العمارة وتطورها ، وعلى تعاطي المعماري مع الأحجام والأشكال التي نراها تطورت ، حتى أضحت اليوم انعكاساً لفضاءٍ تحاول اليد البشرية غزوه بسلطان هذا العلم .
من هنا نجد أهمية أن يعرف الإنسان محيطه معرفة يقينية من منظار العلم الحديث ، وتحليله لأبعاد هذه الطبيعة ودراسة حركتها ، ليمتلك الدراية الكافية بهذا الكون الذي يعيش فيه ، وذلك لتأثير هذه المعرفة على كافة مجالات حياة الإنسان واختصاصاته ، وبالتالي تأثيرها على المعماري الذي لا بد أن يعكس هذه المعرفة في فلسفة خطوطه وتصميماته .
انطلاقاً من هذه الاعتبارات ، وكذلك من الحال التي وصلت إليه الأمة العربية من التراجع الفكري ، سببه عدم وجود الدافع والتوجيه الصحيحَين ، أجد نفسي منجذباً للتفكير بمشروع يسعى للعب هذا الدور ، في محاولة لمعالجة أصل المشكلة لا فروعها ونتائجها ، كما هو حاصل اليوم ، لنعود بعقولنا لفهم الكون والمحيط بشكل صحيح ، ومن منظار علمي ومنطقي ، ليكون حافزاً بعد ذلك لنرى عقولاًعربية تواكب المسيرة العلمية المتقدمة في العالم الغربي ، بل وتسعى للمشاركة في تقدمه……
لذا أضع بين أيدكم هذا المشروع : " مركز الفيزياء النسبية"أو" Relativity Physics Center"
تعريف المشروع :
المشروع هو : relativity physics center أو مركز الفيزياء النسبية
وكتحليل لهذا الاسم فهو يشمل في تفسيره معنيَين ، يرمز أولهما - في تفسير عبارة الفيزياء النسبية - إلى الجانب التاريخي لنشأة مفهوم الفيزياء نسبة إلى كل حقبة ، والتي سيتطرق إليها هذا المركز لعرض مراحل نشأة الفيزياء وتطوره عبر العصور .
ويرمز الآخر إلى جانب الفيزياء الحديثة مكنّاة بالفيزياء النسبية والتي تعود إلى نظرية النسبية للعالم الالماني ألبرت أينشتين ، التي شكلت انطلاقة المفهوم الجديد في معرفة الكون والفيزياء الحديثة ، حيث سيركز هذا المركز على نقل صورة هذه النظرية إلى الناس ، ورؤيتها الفلسفية الجديدة في تفسير العديد من الظواهر .
Relativity physics center : هو مركز يهدف إلى نقل المفاهيم العلمية للكون والطبيعة المحيطة بنا ، وتطورها عبر العصور ، وتبسيط مفاهيمها الفلسفية لتقريبها من أذهان الناس من خلال الجانب التثقيفي العام ، ومن ثم تأمين البيئة اللازمة للباحثين والمثقفين والطلاب ومحبّي المعرفة والاستكشاف من خلال جانب الأبحاث والدراسات ، وصولاً إلى توفير بعض الوسائل التقنية لدعم دراسات التطوير والتجارب العلمية.
من هنا يمكن تقسيم المركز إلى قسمين وفقاً للجوانب التي سيتضمنها وهي :
-الجانب التثقيفي العام ( المتحف التعليمي )
-جانب الأبحاث والدراسات ( مركز الأبحاث + مختبرات )
أهداف المشروع:
الأهداف العامة
-إعادة الدور العلمي والتثقيفي الذي لعبه لبنان منذ قدم الحرف ، وخاصة على مستوى العالم العربي .
-تأمين بيئة علمية مؤهلة لاستقطاب الباحثين من لبنان والعالم العربي الذين غالباً ما يجدون ضالتهم في بلاد المهجر الذي يستفيد هو من طاقاتهم بدلاً من بلادهم الأم .
-تحويل المفاهيم الفلسفية للفيزياء الحديثة والنظرية النسبية من هالة العلم المبهم الصعب الخاص بالعلماء والمتخصصين ، وتبسيطها لتصل إلى أذهان كافة الشرائح وذلك بالاعتماد على أساليب جديدة وحديثة ترتكزعلى الحركية المعمارية والمرئيات والتجربة لتجسيد مبسط لهذه المفاهيم من خلال متحف تعليمي ، لتحويلها إلى ثقافة عامة . ذلك لأن الناس بشكل عام يتأثرون بما يشاهدون وبما يتعايشون أكثر من القراءة ، خاصة في مجتمع قلت فيه نسبة القراء ، لعل هذه الوسائل تحفز الكثيرين للتعمق والدراسة والقراءة .
-الاسهام في إنشاء حوارات فكرية بناءة ، تساعد على توفير مناخ ملائم للإبداع والتطوير ، وترسيخ ثقافة العمل الجماعي والجهد المشترك ، تلك الثقافة التي قلّما نجدها في عالمنا العربي .
-توفير الامكانات التقنية اللازمة لإجراء البحوث والتجارب العلمية .
-تأمين الاتصال والتبادل العلمي مع مراكز علمية متخصصة في الفيزياء الحديثة والنظرية النسبية خارج لبنان ، وإمكانية تبادل الخبرات .
الأهداف المعمارية
-سيسعى المشروع لابراز التحول الكبير الذي أحدثته النظرية النسبية في مفهوم الفيزياء الحديثة ، من خلال تجسيد النقاط الأبرز فيها والتي تشكل ضرورة لتحويلها إلى ثقافة لدى الجميع بدلاً من المفاهيم التي لا زالت تعود إلى زمن الكلاسيكية وما قبلها في فهم بعض الظواهر الكونية وترجماتها العملانية .
سيقوم هذا التجسيد لهذه المفاهيم ، بناءً على التشكيل الرمزي والايحائي لتوضيح الفكرة ، إضافة إلى تجسيدها في الفراغ المعماري الذي لا بد أن يعكس هذا المسار الفلسفي في التفكير ، وهذا التحول الكبير الذي أحدثته النسبية والفيزياء الحديثة .
من هنا تبرز أهمية التشكيل المعماري الصحيح ، والتركيز على مبدأ الفراغ والأشكال والكتل ، وكذلك تأمين ديناميكية الحركة لدى الناس خاصة في المتحف التعليمي ، للمشاركة في بعض التجارب والمجسمات العلمية ، لأنها الوسيلة الأقرب والمعتمدة حديثاً كما في phaeno science center في ألمانيا ، حيث يتم من خلال هذه الوسائل ، تقريب المفاهيم العلمية لكل الناس على اختلاف أعمارهم .
-أما من ناحية أخرى فسيقوم المشروع بتأمين بيئة ملائمة للباحثين والدارسين من خلال إدخال عنصر الطبيعة ، والعمل على انشاء فراغات تعكس الشفافية اللازمة للقراءة والتفكير والبحث والنقاش ....
0 comments:
Post a Comment